أخبار وطنية نواب سابقون في التأسيسي ينبّهون من سيخلفونهم: احذروا الأنانية والتشنّج والاستهتار

بين مرحلتين نودع في الأولى المجلس الوطني التأسيسي وما تركه من ذكريات، وفي انتظار انطلاق أشغال نواب مجلس الشعب اثر الانتخابات الفارطة، فان انتظارات التونسيين باتت مرتقبة لأداء أفضل وأكثر نجاعة لممثلي الشعب، وقصد وضع حجر الأساس للأمر، اتصلت أخبار الجمهورية بعدد من النواب المتخلين للاتعاض من تجاربهم، وهو ما سابرونا فيه اذ قدم كل منهم نصائح لمن سيخلفونهم حتى لا تتكرّر نفس الهنات والقصور في المجلس المرتقب...تابعونا
نجلاء بوريال: «على نواب البرلمان الالتزام بالحضور وعدم التغيّب»
انشاء نظام داخلي يلزم نواب البرلمان على الحضور والمواظبة هي أهم نصيحة وجتها النائبة بالمجلس التأسيسي نجلاء بوريال لنواب البرلمان القادم معتبرة أن الخطأ الذي تأثر بسببه أداء المجلس التأسيسي هو الغياب المستمر للنواب وعدم التزامهم بالحضور دون محاسبة، كما أكدت بوريال ضرورة التزام النواب بالشفافية خاصة في أشغال اللجان والنقاشات والافصاح عن كل اعمالهم لعامة الناس وعدم ترك الأمور بيد الاعلام فقط ..
من جهة أخرى دعت نجلاء بوريال نواب البرلمان الى تكوين اعلاميين برلمانيين وتمكينهم من ابجديات العمل البرلماني وكيفية ايصال المعلومة وتسهيل كذلك عملية ولوجهم الى الخبر .
وختاما اشارت محدثتنا الى ضرورة التزام النواب بروح التوافق ومساعدة بعضهم البعض، كما طالبت بتوفير اداريين ومستشارين ومكاتب خاصة للنواب قصد تسهيل عملهم وتحركاتهم وان يسعى النائب الى بعث مكتب خاص بجهته وذلك حتى يضمن الاتصال المباشر بالمواطنين ..
سعاد عبد الرحيم: «الابتعاد قدر الامكان عن التشنج»
من جهتها ذكرت النائبة سعاد عبد الرحيم أنه على نواب البرلمان القادم تذكر القسم الذي سيؤدونه في كل لحظة وأن لا ولاء الا لتونس وان يلتزموا الحيادية والعقلانية في صياغة القرارات والمصادقة على القوانين، وان يكون مبدأ التعايش بين مختلف ممثلي الاحزاب مبني على وحدة تونس لا وفق الولاءات والانتماءات الحزبية، مشيرة الى أن هذه النصائح هي خلاصة الأخطاء التي وقع فيها نواب المجلس التأسيسي، كما طالبت عبد الرحيم من نواب البرلمان الابتعاد قدر الامكان عن التدخلات المتشنجة لان البرلمان مرآة الشعب ...ونادت محدثتنا بضرورة التواصل باستمرار مع الناخبين في كل الجهات لان البرلمان وعلى عكس المجلس التأسيسي منبعث من الشعب وموجه الى الشعب ..
من جهة أخرى رأت سعاد عبد الرحيم أن على النائب عدم اعتماد سياسة اقصاء الآخر وليتذكر دائما انه لا يخوض سباق بل تنافس سياسي.. وفي الختام وجهت محدثتنا رسالة الى نواب البرلمان والمتمثلة في التواصل مع نواب المجلس التأسيسي لان هؤلاء لهم من الخبرة والكفاءة التي اكتسبوها طيلة 3 سنوات ما يسمح لهم بمدّ يد المساعدة...
سلمى بكار: «كل خوفي من القوانين التي ستنبثق من الدستور»
أشارت النائبة سلمى بكار الى أن اكثر ما أزعجها خلال عمل المجلس التأسيسي هي مسرحيات البثّ المباشر مبينة انه ورغم تشجيعها هذه الخطوة بداية عملها داخل المجلس فانها كرهت حصص البث المباشر لاشغال المجلس بعد ما لامسته من نفاق بعد النواب وتغيير لمواقفهم وخطابهم أمام الكاميرا بشكل فاضح ودعت محدثتنا النواب الى التحدث بأكثر صدق وجدية والتخلي عن التمثيل أمام الكاميرا وان يخاطب النائب ضميره قبل ان يخاطب جاره واصدقائه وزوجته ...
وطالبت سلمى بكار من النواب ان ينسوا مصالحهم الشخصية وخاصة المتعلقة بالماديات والتي لا تليق بممثلي الشعب مبينة ان بعض نواب المجلس التأسسي أساؤوا لأنفسهم ولتونس حينما اصروا على الحديث في الأمور المادية على الملء، مبينة انها تتمنى عدم رؤية أو الاستماع لنواب يتحدثون عن مصاريف التنقل والسكن وتسوغهم لمنزل وعجزهم على تأثيثه كما حدث بالمجلس رغم كون النواب كانوا يتقاضون مبلغ مليونين و300 دينارا وهو مبلغ يضمن لهم حياة كريمة على حدّ تعبيرها ..
من جهة أخرى افادتنا سلمى بكار ان الصراع الذي خاضه نواب المجلس التأسيسي من ديمقراطيين وحداثيين كلفهم دم الشهيد محمد البراهمي وبفضل هذا الاصرار تمكنوا من انقاذ الدستور معبرة عن خوفها من القوانين التي ستنبثق من الدستور خاصة وان عدد النواب الديمقراطيين الذين أعادهم الشعب ضئيل جدا معبرة عن سعادتها بعودة كل من منجي الرحوي وسامية عبّو، كما عبرت بكار عن ثقتها في نواب الجبهة الشعبية وجزء كبير من نداء تونس، ودعت سلمى بكار من الاحتياط من عودة 27 نائبا من كتلة النهضة الذي عملوا بالمجلس التأسيسي، ودعت محدثتنا نواب البرلمان الى عدم قطع العلاقة مع النواب المجلس التأسيسي من الديمقراطيين ومع المجتمع المدني ...
الطاهر هميلة: «على البرلمان ان يكون برلمانا»
أما النائب بالمجلس التأسيسي الطاهر هميلة فدعا في بداية حديثنا معه الى ضرورة محافظة البرلمان القادم على دوره الرئيسي وهو ان يكون برلمانا لا أن يخطو على خطى المجلس التأسيسي الذ تحول بعد 3 أو 4 أيام الى برلمان وحاد عن مهمته الرئيسية وهي صياغة الدستور، وأكد محدثنا أن الكتلة الأكثر تمثيلا داخل البرلمان عليها تحمّل مسؤولياتها كاملة في الحكم لا ان تدخل في خانة حكومة وحدة وطنية أو حكومة تكنوقراط وان كانت أصغر من المسؤولية التي انتخبت على أساسها ما عليها سوى الانسحاب والاستقالة .. كما طالب محدثنا بضرورة الابتعاد عن التجاذبات والالتزام ببرنامج عمل واضح ..
من جهة أخرى ذكر هميلة ان الجميع مطالب باحترام النواب والبرلمان معتبرا أن المساس من وقار هذه المؤسسة هو مسّ من وقار الشعب والدولة معتبرا أن الحطّ من قيمة هذه المؤسسة قد يؤدي الى نتيجة كارثية وهي عدم قيامه بواجبه كما ينبغي ختاما طالب هميلة بالابتعاد عن المحصصات الحزبية حتى لا يفشل البرلمان الفشل الذريع الذي وقع فيه المجلس التأسيسي.
ابراهيم القصاص: «تجنب الخصامات والمشادات الكلامية»
النائب ابراهيم القصاص أكد بداية حديثنا معه أن نائب البرلمان القادم مطالب بالتخلي نهائيا على عبارة «منحنا الشعب الأغلبية» والتي قد تؤدي وفق رأيه الى التغوّل.
من جهة اخرى دعا القصاص نواب البرلمان الى تجنب الخصامات والمشادات الكلامية خاصة أمام أنظار عدسات الكاميرا، وان يعملوا لصالح الشعب الذي منحهم التفويض وليس لصالح أي جهة سياسية أو حزبية. ومن النصائح الاخرى والاخطاء التي دعا النائب ابراهيم القصاص نواب البرلمان الى تجنبها هي عدم الخوض فيما يسمى بالمنح النيابية لأن هذا الأمر استغله حسب تعبيره بعض الاعلاميين لغايات معينة حدّ تعبيره.
سمير بن عمر: «عدم تغليب الاعتبارات الحزبية على الوطنية»
الوفاء بالتعهدات والالتزامات تجاه الشعب هي أول نصيحة وجهها النائب سمير بن عمر الى نواب البرلمان، كما طالبهم بضرورة الالتزام بالحضور وعدم التغيب عن جلسات البرلمان ومراعاة المصلحة الوطنية قبل أي إعتبار آخر مشيرا الى ان من أبرز أخطاء المجلس التأسيسي هو الغياب المستمر لنوابه وهو ما ساهم في تعطيل عمل المجلس ..
وبيّن محدثنا أن من أبرز اخطاء المجلس التأسيسي هي تغليب الاعتبارات الحزبية على الوطنية وهو ما يتعارض مع القسم الذي اداه النائب ودعا محدثنا كافة النواب الى تغليب المصلحة الوطنية..
إعداد: سناء الماجري